تدخين المرأة ومشاكله الصحية وتأثيره على الجنين
إنتشر التدخين بشكل ملحوظ جداً في العقد الأخير وتتفاقم هذه الظاهرة يومياً وتزداد أعداد المدخنين من مختلف الأعمار والفئات بين الجنسين ذكوراً وإناثاً، نلاحظ أن وسواس التدخين إنتشر بسرعة كبيرة جداً ليأخذ إهتمام كامل من الفئات المدخنة خصوصا بين فئة الشباب وأيضاً نجد أنه سيطر على جميع الفئات العمرية المختلفة بدأً من كبار السن مروراً بالشباب لتنتهي المرحلة بصغار السن، ولكننا أدركنا أن هناك فئة جديدة لاحت بالأفق من بين المدخنين، وهي المرأة
أسباب مشكلة تدخين المرأة ؟!
وبالنظر للمشكلة من حيث أسبابها، فسنجد أن أسباب التدخين بوجه عام يتعدد من حيث عدم اللامبالاة والمسؤولية، إنعدام الوعي لدى المدخن بأضرار التدخين وتغيير في سلوكيات الفرد، ضعف القوانين الرادعة، قله وسائل الترفيه، الفراغ، وسهولة الحصول على الدخان وتعدد أماكن بيعه دون رقابه، وللتطرق لأسباب تدخين المرأة بشكل خاص فسنجده ينحصر بين كثرة أوقات الفراغ، قلة الوعي، التوتر العصبي لشريحة كبيرة من النساء في مجتمعنا العربي، وبالإضافة إلى تأثرهن بالرجال المدخنين ومن باب المساواة بالرجل في هذا السلوك.
ويعتبر وجود المقاهي والأماكن التي تشجع على تدخين المرأة من أهم أسباب إتجاه المرأة للتدخين، ويبقى السبب الأهم في إنتشار التدخين بكثافة في مجتمعنا بأن التساهل في تطبيق القوانين المنظمة للإتجار بالسلع ذات العلاقة بالتدخين مثل السجائر والتبغ، يعطى فرصة كبيرة لتسهيل الحصول على الدخان خاصة في فئة المراهقين وصغار السن وهي الفئة الأكثر إنجذاباً للتدخين بين جميع شرائح المجتمع.
تدخين المرأة، موضه !!
للرجوع إلى ظاهرة ( موضة ) تدخين المرأة، فقد أحدث تدخين المرأة جدلا واسعاً ونقداً كبيرة في المجتمع، لا سيما أنها غير مقبولة في مجتمعنا العربي والإسلامي، فقد بات من الطبيعي في مجتمعنا أن نرى المرأة تدخن مثل الرجل في المقاهي أو في المنزل، الأمر الذي شكل نقداً كبيرة ولاذعاً للطريقة التي أكتشفت بزيادة هائلة في معدلات تدخين المرأة، حيث لم تغب البرامج والصحف الناقدة لهذا التصرف والحدث الذي أصبح كثير الإنتشار في ظل المناداة بتقييده وتقليصه.
شركات إنتاج التبع درست كيفية جذب المرأة إلى هذا السبيل، فقد اوضحت الدراسات بأن نسبة التخلص من التدخين للمرأة أصعب كثيرا من محاولة تخلص الرجال من التدخين، وعلى هذا الأساس كرست الشركات عملها وإنتاجها لتستهدف طبقة النساء، حيث قامت بعض شركات التبغ بهدف جذب المرأة للتدخين بطرح نوع من السجائر بطعم الشوكولا والتي تخفف من الشهية للأكل، وكذلك إنتاج سيجارة طويلة ورفيعة تعطي الانطباع أنها صحية إلى حدّ ما، وتلعب الإعلانات للسجائر بشكل مباشر أو غير مباشر والتي تظهر نساء جذابات وعصريات وهن يقمن بالتدخين دوراً كبيراً في جذب النساء للتدخين وبالتالي سنجد عوامل جذب المرأة من خلال إقتناعها بأنها وسائل للرقي والتحضر .
أضرار التدخين على صحة المرأة
فمن الناحية الصحية نجد أن تدخين المرأة يمثل سلبيا على كثير من الوظائف والحياة المتعلقة بالمرأة، فقد أثبتت الدراسات بأن التدخين يشكل خطراً كبيراً على الجنين، فتتسارع دقات قلبه، وتزداد سرعة تنفسه وتقل حركته بالإضافة إلى الإصابة بأمراض القلب والأمراض السرطانية، والوصول لمرحلة اليأس سريعا، بالإضافة إلى الكثير من الأمراض والمشكلات الأكثر خطورة من الرجال المدخنين .
- يؤثر على صحة الجنين.
- يُعزز من فرص إصابته بأمراض القلب والسرطان.
- يعمل على تسارع دقات قلب الجنين.
- تقل حرجته وتزداد سرعة تنفسه.
إدعائات التدخين !!
وبالتعمق من الناحية الشكلية لهذه الظاهرة، فالكثير من النساء والفتيات يعتقدون بأنه سبب من أسباب التسلية بين الصديقات ولا يعتبر إدماناً إذا لا يكترثون لمخاطره، فقد زعم فريق ممكن إبتلوا بهذه الآفة الخطيرة بأن التدخين يساعدهم على أداء وظائفهم أو واجباتهم الدراسية وتعطيهم قدراً كبيراً من الإهتمام والتركيز الذهني، وأدعى أخرون بأن التدخين يساعد للتخفيف من ضغط المشكلات التي يواجهونها ويرون بأن التدخين طريقة للتنفيس والتفريغ من الكبت والمعاناة نتيجة موقف مزعج مروا به، وبالنظر للشريحة الأخرى سنجد أن البعض يقبلون على التدخين من نوع الشيشة مثلا كنوع ليس غريب عن مجتمعنا كما يشاهدون يومياً من هذه المشاهد من فئة المشاهير، وأنفسهم يرفضون تدخين السجائر ويصفونه بأنه غير مقبول البته .
جهود الدول للحد من تدخين المرأة
الأمر الذي لم يقف عنده المؤسسات والحكومات فبدأو في إيجاد الطرق للحد من هذه الظاهرة، حيث بدأت الجمعيات المقاومة للتدخين في نشر برامج توعوية تثقيفية، ترفيهية، دينية، صحية، حوارية، بالإضافة إلى برامج خاصة لتوعيه الجيل الناشئ والمتوقع مروره بهذه الظاهرة ، والذي يحتوي على وسائل وأدوات توعوية وعلاجية، توضح أضرار التدخين، لتكون تلبية لحاجة المستفيدات، كما أبذلوا جهود حثيثة لإنشاء عيادة مصغرة تحتوي على مجموعة من أجهزة القياسات اللازمة لمعرفة نسبة السموم والتدخين في الدم ، والحاجة لتوافرجهاز لقياس نبض القلب ونسبة الأكسجين، حيث يؤثر التدخين أيضاً على زيادة نبضات القلب، وانخفاض نسبة الأكسجين .
واجبنا أمام هذه الظاهرة.
وكمشاركة منا ومن دافع الدور المُلقى على عاتقنا والواجب الذي يجب أن نقوم به للمساعدة في الحد من إنتشار هذه الظاهرة بروح التعاون المشترك أوجدنا بعض الإقتراحات لمساعدة الحكومات في محاربة هذه الظاهرة، نجد أنه لابد من ملئ وقت الفراغ بنشاطات تهم المراهقين وتبعدهم عن إحساسهم بالملل من خلال إقامة أنشطة ترفيهية وتوعوية في نفس الوقت كالقيام بزيارة ميدانية لأشخاص مروا بتجربة ممارسة التدخين، أيضاً التخفيف من حدة تسليط الضوء على النجوم الذين يمارسون هذه العادة من خلال رفع الضريبة على الإعلانات التي تروج للتدخين حيث تظهر المشاهير وهم يدخنون، وتفعيل دور الفعاليات والأنشطة في المجتمع من خلال رفع مستوى الوعي لديهم حول سلبيات وسلوكيات التدخين، كذلك التوجيه حول كيفية التعبير هن الحالة النفسية وإخراجهم منها بصورة صحيحة من خلال التقرب منهم والإصغاء إلى مشاكلهم وتحاورهم بروح الإحساس بأنهم يعانون معهم ومساهمون معهم في حلها ..
الخلاصة !!
أخيراً ، تبقى ظاهرة تدخين المرأة تلقي بظلالها على تأثرنا بالمجتمع الغربي وتخلينا عن عاداتنا بمجتمعنا العربي، فيما يشكل من خطورة كبيرة على أندثار القيم والمبادئ الإسلامية والعربية والإنحدار عن الأخلاق المنشودة والمنتظرة من المرأة التي تمثل نصف المجتمع الناجح، ومروراً بالكثير من المخاطر التي تصيب المدخن، فالحاجة إلينا الأن إلى وجود الدافع النفسي والمعنوي للبعد عن هذه العادة الخطيرة، للوصول للمعدل المنشود من الإقلاع عن التدخين لنحوله إلى واقع نعيشه ونحلم به لما سيشرق به أمل الغد والمستقبل الذي نريده ويصفو في أذهاننا مستقبل ودور المرأة المثالي الذي تستحق أن تصل إليه يوماً بكل الفخر والعزة ..