كم تتخيل حجم القمامة في الفضاء ؟!
ربما لا يمكنك التفكير في حجم القمامة في الفضاء من جراء نفسك، ولكن إذا أردنا التمعن في كيس القمامة الناتج يومياً من كل فرد دون الإحساس منه بماذا إمتلأ، عليك جدياً بالتفكير هل نحن نعبث بالفضاء والكون من طرفنا، وما آلت إليه التكنولوجيا في إرسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء وتحطمها يترك أثراً بالغاً من المخلفات ورائنا.
كم تتخيل حجم القمامة في الفضاء ؟!
يبدو أن الفضاء فارغاً جداً بعد كل شيء تراه من منظورك، جزء كبير من حجم الكون هو الفراغ الذي سوف يقتلك، لكن البشرية لم تأخذ سوى الذكريات ولم تترك سوى آثار أقدام على الحدود النهائية من سطحه، لقد تركنا الكثير من القمامة هناك، وبالتالي إزدادت نسبة القمامة في الفضاء.
في مدار الأرض نفسها تتعقب شبكة مراقبة الفضاء الأمريكية أكثر من 14000 قطعة من القمامة الفضائية التي يزيد عرضها عن 10 سم، مثل الأقمار الصناعية المنبعثة، يقدر أن هناك ملايين من القطع أصغر من ذلك.
مُسببات تزيد من حجم القمامة في الفضاء
بسبب السرعات العالية التي تتحرك بها الأجسام في مدار الأرض، فإن قطعاً صغيرة من الحطام الفضائي يمكن أن تسبب أضراراً بالغة، غالباً ما كان يتعين استبدال النوافذ الموجودة على متن مكوك الفضاء بسبب التلف الناتج عن تصادم الحطام الذي يقل حجمه عن ملليمتر واحد.
حتى الأقمار الصناعية دمرت بسبب الحطام الفضائي ، ففي عام 2009 اصطدم قمر الاتصالات الروسي “كوزموس 2251” مع موتورولا إيريديوم 33 ، مما أدى إلى تدمير كلا الأقمار الصناعية، وفي عام 2013 كان على قمر صناعي روسي يعمل بالليزرBLITS التخلي عن مهمته بسبب تغيير غير متوقع في مداره.
والجدير بالذكر فإن قطعة من القمر الصناعي للطقس Fengyun-1C الصيني، والتي تم تدميرها عمداً في عام 2007 من قبل الجيش الصيني في اختبار مضاد للأقمار الصناعية، تسبب تدمير هذه الأقمار الصناعية الثلاثة Fengyun-1C و Cosmos 2251 ، و Iridium 33 ، في خلق ما يقرب من نصف مساحة الفضاء التي تقل عن 1000 كيلومتر (620 ميل).
أسباب إزدياد حجم القمامة في الفضاء
- الحطام الفضائي.
- بقايا الأقمار الصناعية الهالكة في الفضاء.
- حطام الرحلات الفضائية في مدار الفضاء.
- عبث الإنسان وعدم التفكير الجدي في تقليل هذه المخلفات.
- إفتقار الإنسان حتى يومنا هذا في إيجاد الحلول الجذرية.
لذلك فإن آثار عبث الإنسان بالفضاء مازال باقعاً، ولكن ما الذي يمكن عمله لتنظيف الفضاء؟
خطوات الدول في التقليل من حجم الكارثة
تتخذ وكالات الفضاء والشركات التي تطلق أقمار صناعية خطوات مثل :-
- إزالة الأقمار الصناعية عند انتهاء مهامها.
- الإضافة إلى أنه قد تم إجراء اختبارات لتقنيات إزالة الحطام الفضائي فعلياً عن طريق التقاط القطع باستخدام شبكة تحتوي هذا الحطام.
- التفكير في إلتقاط هذه البقايا والتي من شأنها أن تزيد بشكل كبير عدد الأقمار الصناعية في المدار.
- الجهود العالمية في تضمين خطط تخفيف الحطام الفضائي عند طلب موافقة الهيئات التنظيمية.
ماذا بعد إزالة الحطام ومخلفات الفضاء ؟!
حتى وإن تم السيطرة على مسببات هذا الحطام في الفضاء، فإن نشاطات الإنسان في إكتشاف الكون من حولنا مازال في خطواته الأولى والتي يقوم بإرسال المركبات بصورة مستمرة لإكتشاف المجرة التي تحتضننا وإكتشاب الكواكب الأخرى، لاسيما الجهود المكثفة في إكتشاف الكوكب الأحمر “المريخ” والذي تقوم عليه المنظمات العالمية في ضخ مزيد من الأموال في إكتشاف هذا الكوكب وهل يصلح للحياة أم لا ، ولكن يمكننا أن نشعر بالفارق في :-
- التقليل من مصادر الخطورة على مصير كوكبنا.
- إراحة الكوكب من نشاطات الإنسان التي تُعد تخريبية في تكوينه.
- تعافي الكوكب من آثار الإنبعاثات الضارة والسموم.
- إعادة كفاءه البيئة من حولنا.